الأرشيف

شارع صلاح سالم

 

شارع صلاح سالم

 

 

شارع صلاح سالم يمتد بطول عشرين كيلو مترا ويقابل في طريقه من مطار القاهرة الدولى إلى كورنيش النيل عند كوبرى الملك الصالح منشآت لا تعد ولا تحصى ومساكن بلا حصر يقيم فيها الأحياء أو يرقد فيها الأموات فهو شارع الحياة والموت والصخب والهدوء والثقافة والرياضة والدين وهو طريق الراحلين من مصر أو من الدنيا كلها وهو أيضا طريق العائدين إلى الوطن والأهل بعد طول غياب.

 

 

 

وعندما شق الوزير السابق عبد اللطيف البغدادي الشارع بأمر الزعيم الراحل جمال عبدالناصر في خمسينيات القرن الماضي كان يعرف باسم «الطريق الحربي» وكان يتجاوز نهر النيل ليواصل امتداده ويمر بمحافظات صعيد مصر.

 

 

 

وعبر امتداده الطويل جاور الشارع بين السهل والجبل والخضرة والصخور والمدن والقلاع القديمة والمنشآت الحديثة، كما جاور بين الأحياء والأموات فعلی أرضه خصوصا عند جبل المقطم تتجاور المقابر والمنشآت السكنية، وامتداده من نهر النيل إلى المطار يمر بثلاث مراحل طويلة ومتسعة، الأولى تبدأ من نهر النيل .. وتشرف على جامع عمرو بن العاص وحصن بابليون وتشق أراضي مدينة الفسطاط القديمة قبل أن تصل إلى أبواب مدينة «كايرو لاند» التي تعد من أكبر مدن الملاهي في مصر، وبعدها يستدير الشارع ويتجه شمالا لتبدأ مرحلته الثانية التي توازی جبل المقطم وهي الأكثر حيوية وغرابة ففيها يمتزج الأموات والأحياء ويعيشون في مكان واحد باطنه للأموات وظاهره للأحياء، وعلى حوافها تتجاور أحياء عين الصيرة وقايتباي والسيدة عائشة والقلعة والمقطم والدراسة، وعليها أيضا تمتد مساحة شاسعة من المقابر، كما يتجاور عدد كبير من المنشآت القديمة والحديثة لعل أبرزها قلعة صلاح الدين الأيوبي ومشيخة الأزهر الشريف ودار الإفتاء.

 

 

 

وهذه المرحلة من الشارع تنتهي بحديقة عامة تجاور حي العباسية وبعدها تبدأ المرحلة الثالثة ويتجه الشارع شرقا حتى يصل مطار القاهرة الدولى وفي هذه المنطقة يخترق الشارع ضاحية مصر الجديدة، وهي في الأصل كانت عبارة عن صحراء جرداء، أسسها البارون البلجيكي إدوارد إمبان وفق أرقى الأساليب المعمارية، فقد حصل من الحكومة المصرية على امتياز لإقامة ضاحية جديدة بهذه المنطقة.

 

 

 

وفي عام 1906 أسس البارون هو وشريكه المصرى بوغوص نوبار باشا، ابن أول رئيس وزراء لمصر الحديثة، شركة لتنفيذ المشروع عرفت باسم مناسب تماما الحال المنطقة في هذه الفترة وهو «واحات هليوبوليس» حين كانت عبارة عن سهل صحراوي فيه القليل من الواحات، وحسب خطة البارون اشترت شركته من الحكومة المصرية ممثلة في وزارة الأشغال العمومية أراضي المنطقة بسعر بخس حتى بأسعار تلك الأيام فقد كان جنيها واحدا للفدان.

 

 

 

ويعود تصميم هذه المرحلة من الشارع – وهي الأخيرة وتنتهي بالمطار – إلى المهندس المعماري البلجيكي «أرنست جاسبار»، وقد اتبع فيه أسلوب المدن الحدائق الذي شاع في أوروبا في ذلك الوقت، وإليه تعود تلك الجزيرة التي تمتد وسط الشارع من مستشفى الأمراض النفسية حتى مطار القاهرة. ورغم أن المهندس جاسبار خطط لتقسيم هذه المنطقة إلى قسمين، واحد للأثرياء من الأجانب والأوروبيين وآخر للفقراء من المصريين فإن خطته ذهبت أدراج الرياح، وصار المصريون أغلبية بالشارع والمنطقة.

 

 

شركة البارون إمبان خططت شوارع المنطقة وباعتها بسعر 40 قرشا للمتر المربع وأقامت بالشارع عددا من المنشآت أبرزها فندق «هليوبوليس بالاس» الذي يتميز بالعمارة الإسلامية الفخمة والذي اغتصبته القوات الإنجليزية وحولته إلى مستشفى لجرحى جنودها في الحرب العالمية الثانية، وفي عام ۱۹۰۸ تحول الفندق إلى مقر للحكومة المركزية عقب إعلان الوحدة بين مصر وسوريا، وإلى هذا المقر يعود اسم «العروبة» الذي أطلق على هذا الجزء من الشارع. ومنذ بداية الثمانينيات صار هذا القصر المقر الرسمى لحكم مصر، وهو يجاور بالقرب من نهاية الشارع قصر البارون إمبان، المبنى وفق أسلوب العمارة الهندية ويعد ضمن أضخم منشأت هذه المنطقة التي تغلب عليها القصور والفيلات وفيه عاش البارون إمبان حتى توفي عام ۱۹۲۹ ودفن في الكاتدرائية اللاتينية التي تقع على بعد خطوات من القصر.

 

 

 

البداية العمرانية للشارع تعود إلى ما قبل الفتح العربي الإسلامي لمصر فبالقرب من بدايته ناحية نهر النيل بنى الرومان حصن بابليون، وبالقرب منه أنشأ عمرو بن العاص بيته وجامعه وباقي مدينة الفسطاط أول عاصمة إسلامية في مصر وإفريقيا، وعلى مشارف أرض الشارع أنشئت مدينة العسكر كما أنشأ أحمد بن طولون مدينة القطائع بما فيها قصره الذي بني في منطقة تقع الآن قلعة صلاح الدين الأيوبي، وقبل بناء هذه القلعة كان قصر ابن طولون يطل على أرض شارع صلاح سالم مباشرة.

 

 

 

أما بداية تحويل أرض الشارع، خصوصا من ناحية المقطم إلى مقابر معظمها باق على حوافه حتى اليوم، فتعود إلى أوائل الفتح العربي الإسلامي لمصر فقد ذكر عدد من المؤرخين أن عمرو بن العاص بعد أن أتم فتح مصر تلقى عرضا من المقوقس – الحاكم الروماني على مصر لدى الفتح الإسلامي أن يبيعه سفح المقطم الذي يجاور الشارع من ناحية الشرق بسبعين ألف دينار، فعجب عمر بن العاص من الطلب ومن ضخامة المبلغ المعروض فقد كانت أرض الشارع وما جاورها عبارة عن أرض قاحلة لا زرع فيها ولا ماء، ولكن تحت إلحاح المقوقس قال عمرو: اكتب إلى أمير المؤمنين، وكتب بذلك إلى عمر بن الخطاب فكتب إليه عمر: سله «يقصد المقوقس» لم أعطاك به ما أعطاك «يقصد سفح المقطم، وهي لا تزرع ولا تنبسط بها ماء ولا ينتفع بها فسأله عمرو، فقال المقوقس إنا لنجد صفتها في الكتب أن فيها غراس الجنة، فكتب عمرو بذلك إلى عمر فكتب إليه عمر: إنا لا نعلم غراس الجنة إلا للمؤمنين فاقبر فيها من مات قبلك من المسلمين ولا تبعه «يقصد سفح المقطم» بشيء .. وقد كان، وأول من دفن فيها من المسلمين رجل يدعي عامر ويوم دفنه بها غضب المقوقس وتوجه إلى مجلس عمرو بن العاص وقال مستنكرا : ما ذلك ولا على هذا ما عاهدتنا فمنحه عمرو قطعة أرض تمتد الآن بالقرب من بداية الشارع من ناحية نهر النيل.

 

 

 

المقابر» تعد أبرز وأوسع منشآت الشارع خصوصا في قسمه الأوسط الذي يبدأ من مدينة «كايرو لاند» للملاهي وينتهي بمستشفى المجانين عبر عدد من الأحياء والمنشآت أبرزها القلعة ومشيخة الأزهر الشريف فهو يبدأ بالمقابر وينتهي إليها، وهي حسب وصف الروائي خيري شلبي عبارة عن شرائح من أبنية غريبة تطل على شارع صلاح سالم مباشرة، وكانت تعرف إبان العصر الفاطمي باسم مقابر المجاورين، وفي قلبها حي يعرف باسم قايتباي وهو يمزج بين نكهة القاهرة الفاطمية والمملوكية والعثمانية في طراز البيوت، ولولبية الحارات وضيق الشوارع وشكل المقاهي وأبواب الدكاكين الواطئة، ورائحة التاريخ المنبعثة من كل مكان.

 

 

 

 

وهذه المقابر يختلط فيها الآن الأموات بالأحياء اختلاطا تاما، فلا تستطيع التفرقة بين البيت السكنى والمدفن، ذلك أن البيت هو المدفن والمدفن هو البيت.
والغريب أن هذه المقابر كانت قديما عامرة بأماكن الأنس والطرب واللهو فقد قال الشريف محمد بن أسعد الجواني أن الناس كانوا يحبون هذا الموضع يقصد مقابر الشارع» ويلزمونه لأجل من يحضر إليه من الرؤساء، وكان الطفيلية يلزمون المبيت فيه ليالى الجمع وكذلك أكثر المساجد التي القرافة والجبل المقطم لأجل ما يحمل إليها من الصدقات ويعمل فيها من الحلاوات واللحومات.

 

 

 

وأضاف الشريف: وفي ليال كثيرة بت بقرافة الفسطاط وبها منازل الأعيان بالفسطاط والقاهرة وقبور عليها مبان معتني بها فيها القبة العالية العظيمة المزخرفة ولا تكاد تخلو من طرب ولا سيما في الليالي المقمرة، وفيها معظم مجتمعات أهل مصر وأشهر متنزهاتهم.

 

 

 

والقرافة كانت تغطي معظم أراضى الشارع وتمتد من الدراسة نهاية شارع الأزهر حتى الفسطاط وجامع عمرو وكان بها فضلا عن طالبي الصدقات : وسهرات الطرب ميدان السباق خيول الأمراء والجند وكان الناس يجتمعون بها للتفرج عليه، وكانت مسافة السباق تمتد من تربة الأمير بيدرا إلى باب القرافة وفي عهد السطان الناصر محمد بن قلاوون أخذ الأمراء يبنون فيها مقابرهم ومنهم الأمير يلبغا التركماني والأمير طقمر الدمشقي والأمير قوصون وغيرهم، وتبعهم الجند وسائر الناس فبنوا الترب والخوانك والأسواق والطواحين والحمامات وانقسمت الطرق في القرافة وتعددت بها الشوارع ورغب الناس في سكنها.

 

 

صلاح سالم، صاحب الشارع الحالي، ولد في مدينة سنكات التي تقع شرق السودان عام ۱۹۲۰ حيث كان والده مصطفى يعمل موظفا لدى الحكومة السودانية، وهناك أمضى طفولته وتعلم في أحد الكتاتيب السودانية، وعاد مع والده إلى القاهرة وتلقى تعليمه الابتدائي، ثم التحق بمدرسة الإبراهيمية وحصل على شهادة البكلوريا، ثم درس في الكلية الحربية وتخرج فيها عام 1940 وشارك فور تخرجه في حرب فلسطين مع قوات الفدائيين بقيادة أحمد عبدالعزيز.

 

 

 

وعمل في أركان حرب القيادة المصرية في فلسطين، ومن أبرز أعماله في تلك الفترة تطوعه بالاتصال بالقوات المصرية المحاصرة في الفالوجا، وكانت مهمة خطيرة استطاع إتمامها مع زكريا محيي الدين بنجاح، وخلالها التقى جمال عبدالناصر لأول مرة وتعاهدا على العمل ما.

 

 

 

وصلاح سالم كان من أركان تنظيم الضباط الأحرار وعضوا في لجنته التنظيمية وهو الذي عهد إليه . بعد نجاح ثورة يوليو ۱۹۵۲ – بأن يكون مسئولا عن القوات المسلحة مع عبدالحكيم عامر وكمال الدين حسين، واختص بقوات الجيش المصري في السودان.

 

 

 

وهناك أدى صلاح سالم دورا بارزا في معالجة المشكلة السودانية، حيث اشترك في التفاوض مع السودانيين حول تقرير المصير، وأدى دورا مهما في التوصل إلى توقيع اتفاق ۱۲ فبراير ۱۹۵۳ مع بريطانيا حول السودان واهتم بمعالجة الوضع في جنوب السودان، حيث أقام علاقة مباشرة مع القبائل هناك . وشاركهم أعيادهم ورقص معهم عاريا حسب عاداتهم، وكان أول مسئول مصري بي يسافر إلى جنوب السودان عام 1954 لتحقيق المصالحة.

 

 

 

وتولى صلاح سالم وزارة الإرشاد القومي «الإعلام والثقافة» وشارك مع جمال عبدالناصر وعبدالحكيم عامر وعبد اللطيف البغدادي ومحمود فوزي في المفاوضات مع الإنجليز لتحقيق الاستقلال، ووقع اتفاقية الجلاء في 19 أكتوبر عام 1954.

 

 

 

وبعد حلف بغداد «فبراير ۱۹۵۰» أوفد لإجراء اتصالات سياسية مع المسئولين في لبنان واليمن والعراق وسورية والسعودية غير أنه قدم استقالته عام 1955 فقبلت، وعمل بعد تخليه عن مناصبه الرسمية في المجال الصحافي، وسافر في مهمة صحافية إلى موسكو في نوفمبر ۱۹۵۹ أعطته أهمية سياسية وتولى رئاسة مجلس إدارة دار التحرير للطباعة والنشر ورئاسة صحيفة «الجمهورية» عام ۱۹۵۹، وفي بداية الستينيات تمكن منه مرض السرطان وتوفي يوم ۱۸ فبراير عام ۱۹۹۲، وحتى الآن يعتبر من أكثر سياسي مصر فوزا بأسماء شوارع القاهرة والأقاليم شارع صلاح سالم قبل تأسيسه في شكله الحالي كانت معظم أراضيه عبارة عن مقابر، ولدى تأسيسه في خمسينيات القرن الماضي كان في معظمه أشبه بقوس مروری «اسمه الطريق الحربي» وتقع مرحلته الوسطى التي تجاور المقطم على حافة عمران القاهرة، وكان المرور فيه يعني أنك غادرت العمران وأصبحت على حافة الجبل، كما أنه المكان الغامض والمخيف الذي جاء منه الأغراب أو الأعداء في بعض روايات نجيب محفوظ وفيه سكن الجبلاوى بطل روايته «أولاد حارتنا»، وهو الآن يكاد يكون في وسط العمران، وجبل المقطم الذي كان خاليا : ومخيفا لدى تأسيسه أصبح الآن مزدحما بالدور والمنشآت والناس.

 

 

 

والشارع في وضعه الراهن يبدأ من ناحية نهر النيل بنفق الملك الصالح آخر السلاطين الفاعلين في الدولة الأيوبية، وسبب إطلاق اسمه على هذا النفق أنه اهتم بجزيرة الروضة القريبة وبدأ فيها بناء القصور والبساتين والملاعب وحاول أن يجعلها مقرا لحكم مصر بدلا من القلعة، ونقل إليها العديد من المماليك، الذين عرفوا بالمماليك البحرية نسبة لإقامتهم في جزيرة الروضة، وأحدهم وهو الأمير بيبرس يعتبر المؤسس الحقيقي لدولة المماليك البحرية.

 

 

 

مستشفى عمرو بن العاص يقع بعد نفق الملك الصالح مباشرة، ويمهد أرض الشارع للاقتراب من أهم مآثر عمرو بن العاص في المنطقة وفي مصر كلها، حيث يتسع ميدان حسن الأنور الذي يمر عبر شارع يحمل نفس الاسم إلى جامع عمر بن العاص وقلب المنطقة التي أقام عليها عاصمته الفسطاط.

 

 

 

وفي هذا الميدان تتجاور العديد من المحلات والمقاهي منها حدايد أبو جاموس وكافتيريا أحمد مراد، كما يبلغ ازدحام الشارع أوجه بسبب اقتراب هذه المنطقة من مجمع الأديان وعدد من الآثار الإسلامية والقبطية.

 

 

 

مئذنة جامع الجمعية الشرعية تبدأ بالشارع بسورين قصيرين كل منهما يفضى إلى مساكن شعبية، وبعدهما تتسع حديقة يتوسطها مقام سيدي محمد عبود أبو المجد شقيق سيدي إبراهيم الدسوقي.

 

 

 

وبعد المقام والحديقة تظهر بالشارع واجهة جامع أبو السعود وهي تتقدم بالشارع حديقة واسعة، تجاور مرکز ثابت مكى الاجتماعي، وأمامها مباشرة تبدأ أرض الشارع في الارتفاع بشكل حاد ومفاجئ عندما تبدأ ربوة على قمتها بالضبط جامع د. حسن عباس الذي أسس بالشارع عام ۱۹۸۹ ويضم مكتبة ومركزا توثيقيا، وبالقرب من مبنى رئاسة حى مصر القديمة الذي اختار تصميما يتناسب مع تاريخ المنطقة التي تضم أصل العمارة الإسلامية بمصر وإفريقيا وأهم ما يميزه قبته.

 

 

 

نافورة الماء التي تتوسط دائرة شديدة الاخضرار تجاور بالشارع مبنى أنيقا تملكه الشركة العامة للمقاولات، وبعدها يتسع الشارع لعدد من الورش بعضها متخصص في إنتاج المشغولات والتحف والتماثيل المصنوعة من الجبس.

 

 

ويمتد بالشارع سور مشتل عين الصيرة، ودار الهنا إحدى مؤسسات جمعية الطفولة السعيدة، ونقطة إطفاء عين الصيرة، ثم سور حديقة يواصل امتداده حتى يصل لمبنى أنيق ومتميز يتبع الصندوق الاجتماعي للتنمية.

 

 

وبعده الإدارة العامة لمرور القاهرة تتهيأ أرض الشارع لاستقبال حديقة الفسطاط التي تعد من أكبر منشآت الشارع بعد المقابر، وتقع فوق ربوة عالية وتزدحم عادة أيام الجمع والعطلات الرسمية، وتجاور بالشارع وعلى الربوة أيضا المركز الصحي الحضري وجانبا من النادي المصري، وجميعها أقيمت حديثا مكان أطلال مدينة الفسطاط القديمة، ثم يظهر بالشارع نادي الأبطال ومدينة «كايرو الاند» للملاهي ومن أمامها يستدير الشارع ويتجه شمالا وسط مساحة شاسعة من المقابر التي تعتبر أهم ملامح مرحلته الثانية. وفيها يتجاوز عدد من الأحياء الشعبية منها «عين الصيرة» و«قايتبای» و«السيدة عائشة» كما يتسع الشارع لعدد من المنشآت أبرزها قلعة صلاح الدين الأيوبي، ومشيخة الأزهر الشريف، وفيها أيضا يجتاز الشارع عددا من الكباري العلوية، كما أنه في مساحات طويلة خصوصا بعد القلعة يعود إليه طابعه القديم كطريق خال من المنشآت.

 

 

 

هذا القسم من الشارع ينتهى عبر المقابر بأسوار حديقة عامة وبعده يبدأ القسم الأخير، وهو الأكثر حداثة ورقيا، وأول منشآته مستشفى الأمراض النفسية التي تتمتع بشهرة كبيرة بسبب اتساع صدرها لمن طارت عقولهم وقرروا التخلى نهائيا عما يدور في الحياة الدنيا. ثم تطل بالشارع لافتات وواجهات أرض المعارض التي تستقبل سنويا المعرض الصناعى ومعرض القاهرة الدولى للكتاب.

 

 

 

وبعد أرض المعارض تظهر بالشارع مدرجات ستاد القاهرة الذي كان يعرف باسم ناصر، ويعد من حيث المساحة والسعة أكبر الملاعب الرياضية في الشرق – ” الأوسط.
ومع ظهور كوبري الفنجرى يكون شارع صلاح سالم قد توغل تماما في مصر الجديدة واتسعت الجزيرة الخضراء التي تمتد في وسطه، ولعل أبرز منشأته في هذه المنطقة «بانوراما حرب أكتوبر ۱۹۷۳» وهي عبارة عن مبنى دائرى يناسب الأمجاد .

 

Comments

  • No comments yet.
  • Add a comment