محتوي المقالة هي :
عندما نتحدث عن شارع ابن سندر، فإننا لا نتحدث عن مجرد طريق ممتد بين المباني، بل عن لوحة فنية مرسومة بخطوط التاريخ والتراث والحضارة. هذا الشارع العريق، الذي يبدأ من حديقة القبة وينتهي عند سور قصر الطاهرة، ليس مجرد ممر للمارة، بل هو شاهد على حقب زمنية متعاقبة، من العصر الفرعوني مرورًا بالفتح الإسلامي ووصولًا إلى العصر الحديث.
شارع ابن سندر يحمل اسم صحابي جليل، ويضم بين جنباته عمارة فريدة وقصصًا ترويها جدران قصوره القديمة. فما هي حكاية هذا الشارع؟ ومن هو ابن سندر الذي سُمي باسمه؟ وما الذي يجعل هذا المكان مميزًا إلى هذا الحد؟
في هذا المقال، سنأخذك في رحلة شيقة عبر الزمن، نتعرف فيها على:
فلنبدأ الرحلة!
يرجع اسم شارع ابن سندر إلى الصحابي مسروح بن سندر، الذي عاش في صدر الإسلام. كانت بداية حياته قاسية، حيث كان عبدًا عند روح بن زنباع الجذامي، أحد أعيان العرب في ذلك الوقت. وفي قصة مؤثرة، ضبطه سيده وهو يقبل جارية له، فقام بقطع أنفه وأذنه كعقاب!
لكن ابن سندر لم يستسلم، فذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يشكو ظلم سيده. فما كان من النبي إلا أن أرسل رسالة إلى سيده يقول فيها:
“لا تُحملوهم من العمل فوق ما يطيقون، وأطعموهم مما تأكلون، والبسوهم مما تلبسون، فإن رضيتم فأمسكوا، وإن كرهتم فبيعوا، ولا تعذبوا خلق الله.”
بعد هذه الوصية، أصبح ابن سندر حرًا، بل وطلب من النبي أن يوصي به المسلمين، فقال له الرسول: “أوصي بك كل مسلم.”
بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، حظي ابن سندر باحترام الخليفة أبو بكر الصديق، وعندما تولى عمر بن الخطاب الخلافة، خيره بين البقاء في المدينة أو الحصول على أرض في أي منطقة فتحها المسلمون. فاختار ابن سندر الذهاب إلى مصر، حيث منحه عمرو بن العاص ألف فدان من الأرض الخصبة في منطقة عُرفت لاحقًا بـمنية الأصبع.
قبل أن يصبح اسم المنطقة مرتبطًا بـشارع ابن سندر، كانت هذه البقعة جزءًا من مدينة أون أو هليوبوليس (مدينة الشمس)، التي كانت مركزًا دينيًا وعلميًا مهمًا في مصر القديمة. ومن أبرز معالمها:
عندما هربت السيدة مريم العذراء وابنها السيد المسيح إلى مصر خوفًا من الملك هيرودس، يُقال إنهما مرّا بمنطقة المطرية (القريبة من شارع ابن سندر)، حيث غسلت العذراء ثياب طفلها في عين ماء، فنبتت في مكان الماء شجرة البلسان، التي أصبحت مقدسة لدى الأقباط.
بعد الفتح الإسلامي لمصر، عُرفت المنطقة بـمنية مطر (نسبة إلى الأمير مطر)، ثم تحول الاسم إلى المطرية. وفي العصر المملوكي، بُنيت قبة يشبك الدوادار، التي أعطت اسمها لحي القبة، حيث يقع شارع ابن سندر اليوم.
يُعد قصر القبة أحد أبرز المعالم القريبة من شارع ابن سندر، حيث بناه إبراهيم باشا ابن محمد علي، ثم اشتراه الخديوي إسماعيل من أخيه مصطفى فاضل. وشهد هذا القصر أحداثًا سياسية مهمة، مثل:
تأسست هذه المدرسة عام 1932، وما زالت من أبرز المدارس العسكرية في مصر، وتُخرج العديد من الشخصيات البارزة.
تأسست هذه الجمعية لخدمة المجتمع المحلي، وتقدم العديد من الخدمات الاجتماعية والتعليمية.
شارع ابن سندر ليس مجرد طريق، بل هو كتاب مفتوح يحكي قصصًا عن الفراعنة والصحابة والملوك. من هليوبوليس القديمة إلى قصر القبة الفخم، ومن الصحابي ابن سندر إلى الخديوي إسماعيل، هذا الشارع يمثل لوحة فسيفساء تجمع بين الماضي العريق والحاضر الزاخر بالحياة.
إذا زرت القاهرة، فلا تفوت فرصة التجول في شارع ابن سندر، حيث تشعر وكأنك تعبر بوابة الزمن، لتكتشف أسرارًا لا تنتهي.
—————–
كل ما تحتاجه في القبة متوفر هنا!
استكشف بسهولة المحلات التجارية، الشركات، العيادات، المستشفيات، وأفضل المطاعم والمقاهي من خلال دليل القبة، حيث تجد كل الخدمات في مكان واحد لتوفير وقتك وجهدك بكل سهولة.
🔹 لزيارة دليل كله في القبة، اضغط هنا
🔹 لزيارة صفحة الفيس الخاصة بـ (كله في الدليل)
🔹 لمتابعة قناتنا على يوتيوب قناة (كله في الدليل)